وتبكي الجفون..........
هلا خواتي وهذا من كتاباتي وأتنمى ينال اعجابكم...
كم هو أمر صعب عندما يصيب الإنسان أمر لا يتوقعه,,,,,ولايعلم ماذا يفعل حينها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يبقى مصدوما,أم يبكي,أم يصرخ بأعلى صوته,أم يظل غارقاً وسط الآم الماضي ,أو يتدارك نفسه ليبدأ حياة جديدة بعيدة عن آهات الماضي....
**************
كم هو أمر صعب عندما لا نعرف ماذا نفعل؟عندما يخطف الدهر منا أجمل اللحظات وأسعدها,وأرق الضحكات وأجملها..ويسلبنا أجمل ما في الكون ليمحو شريط ذكرياتنا الجميلة....
*******************
كيف ننسى تلك اللحظات الجميلة التي انتزعها الدهر منا ...تلك اللحظات التي قضيناها مع أحبائنا,وأكثر الأشخاص قربا منا ,واحنهم علينا...
هل ننساها كما يفعل الكثير منا يلجئون لنسيان همومهم وأحزانهم بالرسم...القراءة..التأليف..الغناء ..الموسيقى............. أم كيف ننسى همومنا؟؟؟؟
أما إنا فلم أجد أية طريقه لنسيان همي ,همي الذي كاد أن يصيبني بالجنون ,إنني مازلت غير مصدق كيف تتركني هكذا؟ كيف تتركني وحيدا وترحل ؟؟
لقد وعدتني أن لاشيء سيفرق بيننا إلا الموت؟؟
ولكنني لم أتوقع إن الموت سيأتي سريعا هكذا...
حتى طلاقها من والدي لم يفرقنا عن بعض..
حاولت إن أنسى تلك الذكرى السيئة التي لم يمضي عليها سوى ثلاثة أيام ولكن السنة الناس تلاحقني في كل مكان ,اسمعهم يتهامسون ...
-أحسن الله عزاك...المسكينة كانت أكثر من طيبه ..
-لقد افترستها الهموم من كل جانب ولكنها مازالت تتمتع بالقوة والحكمة قبل أن يأخذها الموت..
-المساكين تركهم والدهم وهم صغار والآن تفارق والدتهم الحياء أيضا....
وسط تلك الأجواء أخذت اصرخ وابكي بشده لمفارقتي والدتي ..مازلت أتذكر كلماتها الاخيره لي: " أصغ إلي يا قصي أن الدنيا ليست بمقر ولكنها ممر..اعتز بإخوتك ولا تنسهن كن لهن الأب والأم والأخ ,لا تنسى الصبر فمن غيره لن تستطيع إكمال مسيرة الحياة ,بني ..أتمنى أن تجد الفتاة المناسبة التي ستبقى بقربك وتعتني بك عوضا عني.. فانا اليوم راحلة ولكن سابقي لكم زائرة ..>>
تركنا والدي منذ سنتان وذلك بعد إن أنجبت أمي أختي الخامسة وطلاقها والدي وتزوج من أمراه أخرى تستطع أن تنجب له ولدا,والآن توفت والدتي وتركت على عاتقي مسئولية كبيره اعجز عن تحملها يا ليتني امتلك أخا ليشارك معي تلك المسؤولية ,ولكنني الآن وحيد,وحيد من غير أمي هي الوحيدة التي كانت تهتم بنا وترعانا تعمل وتجني المال من اجلنا تحرص على راحتنا من لنا غيرها الآن؟؟؟
من؟؟ كيف أستطيع عيش الحياة بدونها؟كيـــــــــف؟
إنها أمي أمي أمي ...بقيت على هذا الحال لأيام والدموع محتجزة داخل عينيا وفمي عاجز عن النطق وقلبي ممتلئ بالأحزان لفراق غاليتي وحبيبتي وشمعة دربي والدتي..مللت الحياة ماذا افعل لاستعيد حياتي وأرجعها كما كانت عليه قبل وفاة والدتي لا أستطيع الآن فعل أي شي سوى إرضاءها في قبرها...
سوف أبدا من جديد وسأفعل أي شي يسعدها ويجعلها راضية عني لقد كانت وصية والدتي الأولى هي أخواتي وفاة والدتي أبعدتني عنهم كثيرا لماذا لم انتبه لهذا الشيء حتى عملي لم اذهب إليه منذ فتره لقد نسيت متطلبات المنزل لم اشتريها بعد وخالتي ا م كنان لم اذهب لأطمئن عليها آه لابد إن أنجز تلك الإعمال بسرعة سآبد من أخواتي أولا ساذهب لاختي حلا اللتي تصغرني بسنه واحدة واساعدها في بعض اعمال المنزل وبعدها رنا اللتي تصغرني بثلاثة سنوات لاطمئن عليها فقد حرص الدكتور على راحتها النفسية واختي هيا اللتي لم تتجاوز المرحلة الابتدائية بعد ذالك ساذهب لمساعدتها في دراستها وبيا لم تتجاوز الخمس سنوات وللاسف هي معاقة واختي الصغرى رشا وهي بعمر السنتان...........
اليوم هو اليوم الاول لي في عملي بعد الاجازة اللتي اخذتها لوفاة والدتي ...
استيقضت كعادتي مبكرا وذهبت لاعد وجبة الفطور للمرة الثالثة في هذا اليوم الخبز يحترق مجددا والبيض اعجز عن صنعه مثل والدتي والحليب مايزال باردا رغم انني تركته لفتره طويلة اوه لقدنسيت لم اشعل النار بعد للحليب ,واين كانت والدتي تضع الجبن ,انني عاجز عن اعداد الفطور كيف انسى ذلك لم اوقظ احواتي بعد لقد تاخرن على ذهاب لمدارسهن بالامس كنت ذلك الفتى المدلل الذي يستيقظ صباحا ويرى فطوره معدا كما يحب والان انا من يعد الفطور ,واخيرا لقد اتممت كل شيء كما يجب جلسنا على المائدة كالعادة وجميعنا صامتون والكل ينظر صوب ذلك الكرسي الخالي انه كرسي والدتي لقد نسيت ان اخفيه عنهن فوجوده سيذكرهن بوالدتي الراحله احببت ان امزج مع الافطار بعض المرح فاخذنا نتحدث بالامور السعيدة والان ساذهب لعملي كم هو يوم شاق ...
سحبت حقيبتي السوداء واسرعت نحو الباب وتذكرت كيف كانت امي تلحق بي لتسلحني بدعواتها وبركاتها علي واليوم ساخرج من غيرها...
ذهبت لعملي ولم يحاسبني احد على تاخيري ربما علموا بوفاة والدتي غبت لايام معدوده من غملي والان تتكاثر علي الاعمال المهم انني انجزتها بسرعه ساغادر الان لاذهب واعد وجبة الغداء لاخواتي
اعددت جميع مايلزم قاطعني صوت الجرس ذهبت لاجيبه الحمد لله عادت اختي حلا لتساعدني في الطهي وبعد قليل جاءتا رنا وهيا ذهبت لافتح لهن الباب وانتزعت منهن حقائبهن كما كانت تفعل والدتي وقلت لهن : هيا..رنا..اذهبن زغيرن ملابسكن كدت انتهي من اعداد وجبة الغدا...
اخذت يضحكن علي بشده سالتهن :مابكن تضحكن علي؟؟ اجابتني رنا ملابسك ..مضحكه يااخي أنها المرة الاولى اللتي اراك مرتديا فيها ملابس الطهي وتلك القبعة المضحكة...ضحكت على نفسي وفجاة
سمعت صوت حلا تصرخ في المطبخ ذهبنا اليها مسرعين قالت لنا لقد احترقت وجبة الغداء ..لافائدة
اجبتها :لاعليك سنذهب لاحد المطاعم القريبه ونتناول وجبة الغداء فيها...ذهبت لاختي بيا واجلستها في كرسيها المتحرك وتوجهت لاختي رشا واجلستها من نومها..........
والان انتهينا من اعداد انفسنا سنغادر المنزل ..
وبعد ساعات عدنا للمنزل شعرنا بالتعب والارهاق فقد مرحنا كثيرا,وذهبن اخواتي للنوم ,اما انا فالقيت بنفسي على ذلك تاكرسي الاسود الذي كانت امي تجلس عليه كلما شعرت بالتعب ...انزلت راسي للاسفل قليلا واخذت افكر بالماضي كيف كنت اضع راسي بين يديها وهي تمسح علي كيف كانت ترجوني ان اتناول طعامي كنت استيقظ في الصباح وارها بقربي انني مشتاق لحظنها ولقبلاتها ودعواتها وراحتها العطره اين انتي ياامي هل انتي بقربي ؟؟هل انتي مشتاقة الي؟؟كم احبك ياامي ...احبك كثيرا...وسط تلك التسؤلات تذكرت شيئا قد نسيته منذ فتره تلك الحديقة او ماكنت اسميها بالحديقة ...ذلك المكان الرائع تلك البحيره الصغيره وتلك الشجرة الكبيرة ذلك الكرسي القديم اقمر النجوم جميع تلك الاشياء كانت تعني الكثير لي ..
ولكنني نسيتها ..نسيتها..وكيف انساها ذلك المكان الاكثر من رائع اذهب اليه كل يوم واجلس على ذلك الكرسي كان الكثير ينزعج من الجلوس عليه ربما لانه كان يصدر اصواتا مزعجة عند الجلوس عليه او لكثرة التشققات به وتلك الشجرة الكبيرة انها تعني الكثير لي وكيف لاتعني الكثير وهي التي كنت اجلس تحت غصونها واوراقها لتحميني من اسعة الشمس القاتلة وهي التي استند عليها لارى وجه القمر الجميل والنجوم التي تكثر من حوله ...
وتلك البحيره الصغيره كنت اوذيها برمي الحصى والاحجار الصغيره عليها ولكنها مع ذلك مازالت تستمع لهمومي واحزاني ذلك المكان محجوب عن انظار الكثير من الناس ربما ربما لكثرة الاشجار من حوله ا وان البعض كان يعتبره سخيفا اما انا فهو السحر الذي يضمد جراحي روؤيته تشعرني بالراحه والسكون انه مكان هادئ هادئ جدا يمكنني ان اسمع فيه حديثي مع نفسي ... ولماذا لا اذهب اليه الان ؟؟علني ارتاح قليلا فيه ..ولكن الوقت اصبح متاخر ..لايهم ساذهب اليه ...انتزعت ردئي من بيت ملابسي وحملت نفسي الى تلك الروضة الجميله ..وبعد دقائق وصلت للمكان المناسب ..احذت ابعد الاشجار من طريقي الى ان وصلت , ذهبت وجلست بقرب تلك البحيرة من من غير ان اعير المكان أي اهتمام فقد جذبتني الزهور المتناثره على البحيره احذت ازعج البحيرة وارمي عليها تلك الاحجار الصغيرة واحكي لها همومي كان هدوء البحيرة هو دليل استماعها لي اخذت اتحدث واتكلم ولم الحظ الدموع التي تسقط مني وبعد قليل اخافني شي ما؟؟ انني اسمع صوت انين وبكاء ولكن بكاء من؟ومن ياتي لهذا المكان ويبكي؟؟ هذا المكان شبه مهجور ولايعرفه غيري ...
المهم ساذهب لاستكشاف الامر...بحثت في كل مكان ولم ارى أي شيء حسنا ساذهب وابحث بقرب الشجرة الكبيرة اقتربت من تلك الشجرة واشعر انني اقترب من الصوت شيئا فشيئا احذت ابعد الشجر من طريقي وانا ارتجف ليس من شدة البرد بل من شدة الخوف ..هاقد وصلت من الهدف ..ليس علي سوى نزع الغطاء منه هل انزعه ولكنني خائف ...حسنا ساغمض عيناي..مددت يدي واليد الاخرى وضعتها على عيني ..واخيرا نزعته ولكنني لم ارى شيء بعد هل افتح عيناي ..فرقت اصابعي عن بعضها حتى ارى ما الذي يوجد تحت الغطاء .....
الظلمه تحولت إلى وحشة بالنسبة إلي ...والصوت الذي كنت أسمعه لم يعد له أي وجود بعد أن نزعت الغطاء ..والذي كان خلف الغطاء والصوت المجهول هو فتاه شابه ........
لم اصدق ما رأته عيناي ..فتاه شابه تبكي في منتصف اليل وفي مكان مجهول لم احدثها بعد ..اكتفيت بالتحديق إليها ...هل سأتركها هكذا ؟؟ في هذه الظلمه؟؟ أو ماذا أقول لها؟؟ وما سرها؟؟ إنها ترتجف بشده لابد أنها خائفه ..خلعت ردائي ووضعته عليها ..ابتعدت شيئا فشيئاً عنها ..وقلت لها :لماذا أنتي هنا؟؟هذا المكان خطر عليكَ....هل تودين الذهاب إلى المستشفى؟هل أوصلك للمنزل؟هل ....
قاطعتني بصراخها قائلة :
لا أريد أي شي ..أريد أمي ...أمي .....
تقدمت بضع خطوات للأمام وقلت :
وأين هي والدتك؟!لماذا لا تذهبي إليها ؟؟؟؟
أجابتني : هل أذهب إليها في قبرها؟؟
أفهم من حديثك أن والدتك متوفيه ,إذاً إذهبي لوالدك أو لأخوتك لا فائده من بقائك هنا....
-لقد سافر والدي بعيداً وتركني مع أمي وحيده...
أنا وحيده....وحيده ....
اقتربت إليها مره أخرى وهمست لها "الحياء لم تنتهي بعد بوفاة والدتك ,هذا يومها وهذا قدرها ,ودموعك لن ترجع لك والدتك ,أنصحك أن تعودي لمنزلك وتبدئي حياء جديده تنسي فيها والدتك ...
أخذت تصرخ بشده وتبكي وتقول:
-ما الذي تقوله؟!كيف لي أن أنسى والدتي ؟؟ كيف أكمل حياتي من غيرها؟؟ حياتي لم يعد لها وجود من غيرها !! إنها ليست أمي بل كل شي في حياتي’ إنك لم تعرف بعد فراق الأم إنه صعب ,صعب جداً,وأصعب مما تتخيل ...أو مما تقول ...
ضحكت برقه وقلت:
-أنا مثلك ,توفيت أمي منذ ثلاثة شهور ,حزنت عليها كثيراً وأدركت أن الحزن لن ينفعني فقررت أن أنساها وأقنعت نفسي بأنها مهما ذهبت وأين اختفت ستظل دائماً في قلبي وستظل صورتها محفوره في عيني ...والان ..أنا أعيش مع أخواتي الخمس إنني أعمل لأجلهن ,فهن حياتي الآن
إنني أشتم منهن رائحة أمي ...
تقاسمنا أعمال المنزل وساعدنا بعضنا لبعض وها
نحن نعيش بسعادة....
مسحت دموعها تلك الفتاة وأخذت تضحك قليلاً وقالت:
-إنك محظوظ لوجودك بين أخواتك أما أنا ليس لي أيه أخت ...
-حسناً أنا أخوك الآن وهن أخواتك بإمكانك رؤيتهن متى ما أردت ذلك ما رأيك ؟؟
تحدثنا كثيرا وضحكنا كثيراً ..مرت الساعات ولم نشعر بها ..لقد نسيت أن اسألها ما اسمها ... سوف أسالها الآن ...
-لم تقولي لينا أسمي قصي وأعمل صحفياً في أحد المجلات.......وأنتي؟؟
-أسمي جنات ومازلت طالبة بالجامعة ,أرتاد هذا المكان كثيراً عندما أكون متعبه فهو يشعرني بالراحة التي لم أشعر بها قط .....ولكنني لم أرك من قبل هنا ....قاطعتها ......
-نعم فمنذ وفاة والدتي لم آتي إليه إلى الآن
-لقد تأخر الوقت كثيراً ..لماذا لا نذهب إلى منازلنا؟
-هل نودين أن أوصلك ؟؟
-وما الذي يجعلني أثق بك؟؟
-لأنك أختي السادسة..!!!!
ودعنا أنفسنا من على بعد وذلك بعد أن أوصلتها لمنزلها ....
عدت لمنزلي وذهبت للاطمئنان على فتياتي إنهن نائمات لم أشأ أن أزعجهن أطفأت الأضواء عليهن وأغلقت الباب,شربت القليل من الماء وذهبت لغرفتي ألقيت بنفسي على الفراش وأخذت أفكر بأمر تلك الفتاة ....أشعر بأني أعرفها منذ فترة طويلة جمعتنا الصدفة ببعض ولا أعلم ما الذي يخبأه القدر لنا ,اتفقنا على أن نتقابل دائماً في هذا المكان ,وسنظل أصدقاء دائماً...
تراكضت الأيام بخطوات سريعة حتى أصبح كلاًمنا يعرف الآخر بصدق ,ويعرف ما يسره وما يحزنه حتى تحولت صداقتنا إلى حب يعشق ,أحببنا بعضنا بشده حتى أننا لا نستطيع مفارقة بعضنا ,نلتقي في تلك الروضة الجميلة لنسطر أبيات الشعر سوياً,أسطر شطر البيت من الشعر وتضيف فتاتي شطره الآخر ..نتبادل المعاني...ونختلف ...ونتفق.. يساعد كلاًمنا الآخر ..كنا جسدان في روح واحدة .. لا يهمنا من يفتري علينا بالأقاويل ...ومن ينثر أمامنا الأشواك ...نتغلب على كل شي يواجهنا ... أصبح حبنا أسطورة ...جمعنا أهدافنا ووحدناها ... رسمنا أحلامنا بفرشاة الأمنيات ...ولونها بجميع الألوان ...أشعر بإنني عندما أجلس بقربها أذهب لعالم آخر....عالم لا أجد فيه سوى الحب و الاحتضان ...كل يوم أكتشف في فتاتي شي جميل يجعلني أتمسك بها أكثر من السابق ..إنها أميرتي التي لن أتخلى عنها .....
الشمس تكاد تلقي آخر تحياتها لهذا اليوم ,وهذا يعني أن فتاتي ستغادر, ليتني أستطيع فعل أي شي يحجب عينا فتاتي من رؤية الشمس حتى لا تغادر..
قاطعتني محبوبتي بصوتها البريء المعتاد ....
-قصي إلى ألقاء سوف نلتقي غدا يجب أن أصل للمنزل قبل حلول الظلام .....
استوقفتها قائلا ....
-جنات ..لا تنسي موعدنا غداً سنذهب لمنزلنا لكي تتعرفي على أخواتي ....
أومأت لي الإيجاب وغادرت سريعة كعادتها ...
عدت لمنزلي وأنا في قمة السعادة فمحبوبتي ستزورنا غداً,ذهبت وجلست بقرب أميراتي وقلت لهن :
-هل تذكرنا الفتاة التي حدثتكن عنها ؟؟
أجابنني :
-نعم وكيف ننساها وهي التي جعلتك مجنوناً بها وبحبها ....
قاطعت إجابتهن حتى لا يحرجنني أكثر :
-المهم تلك الفتاة ستزورنا غداً ...
فرحن أخواتي كثيراً ..وتفأجئت من فرحتهن لم أتوقع بإن هذا الخبر سيسعدهن هكذا...
سألتني اختي حلا ...
-أخبرني يا قصي عنها ... كيف هي ؟؟ أي هل هي جميلة ؟؟طيبه ؟؟ حنونة ؟؟ تحبك ؟؟ ...
-إنها جميلة جداً رسمة عيناها وحاجباها وصوتها البريء,ذلك الصوت الذي لا يحمل سوى الراءه والنقاء ...وصورتها ..لا تكاد تفارق مخيلتي ..ابتسامتها..تلك الابتسامه التي لا تضيف على وجهها الا جمالاً وصفاء ..بت لا اراها الا خيالاً يخطف بصري ...وعندما أراها يطلق ثغري إبتسامتة لا تفارقني الا بعد رحيلها عني ..ماأروعها من لحظات عندما أقضيها مع فتاتي ...وأختلي بها لوحدي ...تلك الحظات التي تتجمد فيها مشاعري وتجعلني أنسى فيها من هم حولي ولا أراها الا هي بقربي ..قمراً يتلألأ ...ونور شاسع لا حد له ...بات كل شي في حياتي يعشق تقليدها ..رأيت غيرها ولكن قلبي لم يعشق أحداً غيرها حبها تربع وسط قلبي ...حبها تسلسل إلى أعماقي وأضاء كل زاوية فيه حتى الشامه السوداء أسفل خدها الأيمن أحبها كحبي لها....
انهيت حديثي وكلي شوق لرؤية فتاتي ...إنها المرة الاولى التي ستزورنا فيها ......ماذا أفعل ؟؟
ماذا أقول؟؟أخذت الأسئلة والأفكار تشغلان عقلي وتعيقانه من التفكير ...فخلدت للنوم ..استيقظت في الصباح الباكر وذهبت لعملي وعدت منه باكراً..عدت لمنزلي ..وصنعت وجبة الغذاء لأميراتي ...تناولت الغذاء سريعاً وانتزعت معطفي وذهبت لرؤية فتاتي في روضتنا الجميلة ,لقد تاخرت قليلاً ولاكن المهم انها اتت ...اخذتها من يديها وذهبت بها لمنزلنا.....قضينا معها وقت ممتعاً وبدأن يفعلن لي المقالب ...
لقد نالت جنات إعجاب أخواتي ولم يتركونها تذهب إلا بعد أن وعدتهن أن تزورهن مره أخرى ....
***********************
مرت سنة وبضعت أشهر قضيناها سوياً وعلاقتنا تكبر شيئا فشيئا...
أصبحت فتاتي تزورنا كل يوم وغالبا هي من تعد الطعام لنا خصوصا بعد ما علمت أن عشيقها هو من يعد الطعام لأخواته ,لقد زاحت فتاتي عني مسؤولية كبيره وهي الإعتناء بأميراتي فهي من تهتم بأختي الصغرى رشا , وهي التي تعتني بإختي المعاقه بيا لقد جعلتها تتحسن كثيراً وهي التي تدربها الآن على المشي جعلتها تمشي بضع خطوات للأمام لا أكذب عندما أقول أنها تعبت كثيراً لتجعل بيا تصل إلى هذه المرحله ...زودتها بالكثير من الأمل والصبر بالرغم من أنهها مازالت صغيره .كانت تقول دائماً:
-الناس بالعقول وليسوا بالأحجام والأعمار .
وأثبتت فتاتي صخة كلامها ,كانت فتاتي تهتم كثيراً بإختي رنا زكثيرا ماتساعدها في اعمالها المدرسيه ...
مددت الشمس خيوطها لهذا الصباح لتنبأنا بقدوم يوم جديد مليء بالأخبار الساره , فكرت مليا وأخيرا توصلت للنتيجه ,قررت أن أتقدم لخطبة فتاتي فهي حلمي الذي لاطالما حلمت فيه واليوم سيصبح حلمي حقيقه ساخبرها بما اريد ...
ذهبت للسوق سريعا واشتريت اجمل خاتم به وذهبت بعدها لروضتنا الجميلة نظفتها جيدا ورميت بغض الورود الحمراء في تلك البحيرة وزرعت اثنتان منها على الارض وحفرت بقربها اسمي واسم فتاتي ووضعت بساطا جميلا على الارض ووضعت بقربه بعض الشموع الجميلة فكرت بتزين تلك الشجرة الكبيرة ولكن كيف ؟؟احضرت رجلا وجلب معه بعض النوار الجميلة وتسلق الشجرة وزينها بتلك الاضواء , انهيت كل شي ولم يبقى لي سوى احظار بعض المسيقى الهادئة لتضيف علينا بعض الرومنسية , وبعد قليل جائت فتاتي تفاجئت فركت عينيها من شدة الدهشه وقالت لي :
-قصي مالذي فعلته بالمكان يبدو وكانه مكان مختلف .......
قاطعتها قائلا:
-ان لم يعجبك ياجنات ساعمل على ازالة كل شي
اجابتني :
-لا لم اقصد ذلك فالمكان جميل جدا ولكنني مندهشة كيف استطعت فعل كل هذا؟؟!!
-فعلت كل هذا من اجلك ياجنات وهذا اقل شيء يمكنني فعله لك مقارنة بما تفعلينه لي والان هيا لنذهب ونجلس بقرب تلك البحيره فالمكان هادىئ جدا هناك ....
همست لي قائله:
-اشكرك جدا ياقصي على هذه المفاجاة لقد اعجبتني كثيرا واشعرتني بالراحة النفسية ةالجسديه فانا متعبه اليوم وكنت بحاجه لمثل هذا الهدوء, اشكرك مجددا .
ذهبنا وجلسنا بقرب البحيره على البساط مستندين على تلك الشجرة الكبيرة جذب انتباه فتاتي الوردتان الحمراوتان فقالت لي :
-هل تعني بتلك الوردتان انا وانت؟!!
-اومات لها بالايجاب ...
تحدثنا كثيرا وضحكنا كثيرا واسترجعنا شريط ذكرياتنا اردت اخبارها بموضوع الزواج ولكنني متردد خصوصا بان فتاتي متعبه اليوم ولاكني مصر على اخبارها ,صمت كلانا واخذ كلا منا يفكر لوحده ,رفعت راسي للسماء فوجدت الشمس تحاول الهروب ورايت الطيور تحلق في السماء وتمنيت ان تخبرها الطيور بما اريد , التفتت الي حبيبتي ونظرت اليها هل اخبرها ام لا اخبرها التفتت الي فتاتي وكانها تفاجئت من تحديقي اليها لم تسالني مالسبب ولا كنها جعلت عيناها الخبيرتان تخترقاني وتكتشفان اعماقيوقالت لي :
-قصي اخبرني بما يشغل تفكيرك اشعر بانه يوجد شيء تود اخباري به هيا اخبرني ...
اخرجت الخاتم وممته لها والبستها اياه وسريعا مااخفضت راسها ,رفع راسها وحدقت في عينيها ولم ارى سوى غشاء يكسو العين بالدموع سالتها لماذا؟؟ اجابتني :
-لا اعلم اريد ان تكون والدتي برفقتي الان ...
-لا تقلقي ياجنات ان متاكد ان والدتك ستشعر بك الن وستفرح لفرحك كثيرا لا اريد ان ارى هذه الدموع في عينيك بعد الان ...
ازلت دموع فتاتي بيداي واحتظنا بعضنا بقوة وودعنا بعضنا واتفقنا ان نلتقي غدا ,ذهبت لمنزلي واخذت اصرخ "وافقت" "لقد وافقت" لم اصدق حلم اليالي اصبح بين يدي الان سنتزوج قريبا ياليت والدتي كانت بيننا الان لتعرفت على جنات وباركت لها على زواجنا المهم غدا سنتفق على موعد زفافنا ..
مر هذا اليوم سريعا وجاء الغد ذهبت لمكاننا الجيل وجمعت الاغاض التي تركناها بالامس انتظرت حبيبتي ولكنها لم تاتي لقد تاخرت كثيرا زلكني مازلت انتظرها ربما ستاتي بعد قليل , ظللت انتظرها لفتره طويلة ولم تاتي بعد وذهبت وسالت عن مكان منزلها ولكن دون فائده لا احد يعرفها وهي لم تشا ان تخبرني يوما عن مكانه حتى عندما أوصلها تطلب من ان اقف بعيدا عن منزلها وتكمل طريقها سيرا على قدميها لقد حل اليل ولم اراها ابد قررت ان انام اليوم هنا ففتاتي لا تستطيع ان تبتعد عني تحدثت لاختي حلا واخبرتها ان تعتني باخواتي واني لن اعود للمنزل هذا اليوم لم اعتاد ابدا ان انام خارج منزلي ولاكن لاجل فتاتي افعل المستحيل استيقضت في الصباح الباكر بفضل قطرات الندى واشعة الشمس وجلست بقرب البحيرة ولاكنها لم تاتي ايضا يئست من قدومها ووعدت لمزلي خائبا ,اين اجدها الان ذهبت لكل مكان ولم اجدها فيه انني قلق عليها اخر مره رايتها فيها قبل ايام اين اجدها الان ذهبت لروضتنا وانتظرتها طويلا ولم تاتي فقررت ان اعود لمنزلي تقدمت بضع خطوات وسمعت صوت يقترب مني رفعت راسي ورايتها نعم رايتها انها فتاتي ولاكنها مختلفه اصبحت هيكل مخيف اصبحت هزيله اشعر انها وردة ذبلت قبل اوانها ...قلت لها:
-حبيبتي جنات مالذي حدث لك مالذي اصابك لماذا انتي هكذا ؟؟ لماذا لم تاتي الى هنا منذ ايام لقد انتظرتك ..قلقت عليك اين كنت ؟؟
نظرت حبيبتي الي واغتصبت ابتسامة ممزوجه بالدموع وقالت بصوت هادئ ...
انا اسفه لم اشاء ان ازعجك ...
وصمتت واخرجت من فمها اهات كبيره مفعمه بالحزن والحسره ...
اخذت اصرخ بشده :
-ارجوك اخبريني ياجنات مالذي اصابك ؟؟
بكت حبيبتي بشده واخذت تتفوه بكلمات غير مفهومه ...
-انا ..انا لن اعيش ...انا ..ارجوك انساني ياقصي وسقطت حبيبتي بين يداي حاولت ايقاظها ولكنها لا تتحرك ذهبت بها للمستشفى واختطفوها الاطباء مني ,زادخلوها لغرفة منعوني من الدخول اليها , وصرخت وبكيت...
"اريد حبيبتي ,اريد فتاتي "
اين انتي ياجنات ارجوك استيقظي ... لم استطع الابتعاد عن فتاتي دخلت الغرفه بقوه .. سحبني الاطباء للخارج ولكنني استمريت بالتقدم نحو فتاتي حاولت الامساك باصابعها ونجحت .. تشابكت اصابعنا انسابت الدموع من عيني وعينها ...ولاول مره انظر الى عيني فتاتي ولا ارى أي انعكاس لصورتي بل ارى كساء رقيق من الدموع يكسو عينيها ...
تشبثت بفتاتي وضممتها الى صدري وهمست لي ""أحبك يا قصي ...أحبك" واغمضت عينيها ...
جاء الاطباء مسرعين وقالوا :
اتركها ..دعها وشانها لقد ماتت ..ماتت
صرخت باعلى صوتي ..."جنات لم تمت انها حية ,لقد وعدتني انها ستبقى معي دائما ,جنات لم تمت ..لم تمت ...."
تقدموا الاطباء نحوي وسحبوني للخلف ولكني مازلت متعلق بيد فتاتي ...
صرخ احد الاطباء :
-أي عاقل انت ؟! اترك هذه الفتاة .. اتركها لن تعود للحياء , لقد ماتت.. ماتت لا فائدة من تعلقك بها .
لا اعلم لما ضحكت بشده عندما صرخ الطبيب في وجهي زلا اعلم لما تصرفت هكذا ...
لقد ضحكت بشده وحملت حبيبتي وصرخت في وجه الطبيب قائلا :
-حسنا حتى لو ان فتاتي متوفيه ساخذها معي للمنزل ...نعم للمنزل ..
استدعى الطبيب رجال الامن وتقدموا نحوي وفصلوا يد فتاتي عني واخرجوني خارج الغرفه ,لم استطع تحمل ذلك المشهد ...
انهم يغطون وجهها بذلك الغطاء الابيض لقد ذكروني بقولها الدائم لي "اخاف ان اموت وارى بدل الضحكة ..دموع ...وبدل الفرحة انين "
مازلت غير مصدق حبيبتي ,فتاتي ,خطيبتي , ماتت ..ماتت..ماتت...
كيف تموت وتتركني هكذا ؟!
اننا جسدان في روح واحده ...
اخرجها الاطباء من الغرفة ...لحقت بهمتوسلتهم ان يتركوني ارها للمرة الاخيرة ولكنهم رفضوا...سقطت بين اقدامهم ..ولاكنهم يركوني وذهبوا بعيدا ...
صرخت باعلى صوتي :
"جنااااااااااااااااات .....لماذا تركتيني وحيدا؟!"
جئن اخواتي وصرخت حلا:
- اين جنات ؟!
ضحكت انا...
فصرخت:
اين جنات؟ ولماذا تبكي ؟!
قلت لها:
-جنات ذهبت ..رحلت وتركتنا , جنات .......
لم استطيع تحمل صراخهن ولا مظاهرهن حلا تصرخ ,وبيا تلوم نفسها ,ورشا تبكي لبكائنا نحن .....
جاء الطبيب بعد قليل ومد يده لي واعطاني قلادتها "نصف القلب" التي اهديتها اياها في ميلادها ...واعطاني ايضا خاتم خطوبتنا ...
*********************
مرت الشهور والايام من غير ان اشعر بها ... عرضت لطبيب نفسي ...مكثت في المستشفى شهور عده حتى تمكنوا من معالجتي ...
ذهبت للمنزل وبقيت ابكي ..وابكي ...وابكي ..
رغم الظروف التي مررت بها الا انني لم انسى اهم شيئين في حياتي ..اخواتي وروضتي
ذهبت لبحيرتي الجميله اترجعت ذكرياتي ...
مازال كل شي كما تركته ...الشموع ..الزهور
الاضواء ...الا الوردتان...
لقد ذبلت وردة حبيبتي كما ماتت هي ولاكن ماسر تلك الورده الصغيره التي نبتت قرب وردة فتاتي ...
ماهذا الصوت ؟!وماهذا البكاء ؟!
انه يشبه الصوت الذي سمعته منذ فترة طويلة ولكن المرة الاولى كان صوت فتاتي هذه المرة من ؟؟
اقتربت من صاحب الصوت ..والهدوء والظلمه يعمان المكان ,هل انزع الغطاء ؟؟
مددت يدي وسحبته ,لا ...لا ...انها تشبه جنات سالتها من انتي ؟!ولماذا تبكين ؟؟
اجابتني وكيف لا ابكي واختي توامي ماتت
انصدمت سالتها :
-هل اسمها جنات ..؟!
اجابتني :
-نعم وللاسف فهي لا تعلم بوجودي ...
لا ...لا يعقل ...كيف تكون اختها ..لا اريد ان ابدا قصة حب جديدة انها رؤى توام فتاتي ....
******************