هلا أخواتي هذا من انتاجي بعد لاتبخلون علي بأرائكم
...
في يوم من الأيام وفي لحظه من اللحظات وجدت نفسي وسط مكان مغلق,مظلم ,مكان لاأستطيع أن أرى به أي شيء ,والغريب بهذا المكان أن كل شيء يجري كما أريد,كنت أتذوق وأشرب أي شيء من غير أن أعمل على اعداده...
كل شيء مرتبط بهذا المكان يشعرني بالراحه,صوت الموسيقى الهادئه,وترتيل القران...
أخذت أكبر يوما بعد يوم,ومازلت أحصل على الحب والحنان ولاأنسى الراحه التي لم أرد بيوم من الأيام أن أكون بعيده عنها ..ولكن أحلامي توقفت عند هذا الحد فبعد فتره ليست بالطويله بدأت أشعر بالضيق وعدم الارتياح أخذت أتحرك قليلا أضرب هذا وأركل ذاك حتى انني تمنيت أن أخرج من هذا المكان الذي لاطالما عشقته .. حقا لاشيء يبقى على حاله...
وبعد لحظات سمعت أصواتا تقول (حان وقت الولاده..حان وقت الولاده) تساءلت حينها هل أنا المقصوده بهذا الكلام؟؟وهل سأخرج من هذا المكان؟؟ لا لاأريد الخروج هذا المكان مصدر راحتي فلا أود الخروج منه ..ولكنه أصبح ضيقا علي لايسعني تحمل ضيقه أو المكوث به أكثر ..
بعد فتره لاأعلم مدتها..فتحت عيناي لشيء غريب , لشيء لم أشاهد مثله من قبل ,عالم مختلف عن العالم الذي سكنت به من قبل ..ماهذا الصراخ والضجيج الذي من حولي ؟؟ أين الهدوء الذي كنت أتمتع به من قبل؟؟أين هو؟؟؟
علمت بعدها أنني خرجت لشيء اسمه الحياه,خرجت لهذه الحياه وقد أسموني هبه..هبه التي خرجت للحياه لتتذوق شيئا من كؤوس الحرمان ,ولتقتطف شيئا من هموم الحياه ,ولتصارع رياحها التي لابد منها لكل بشر..تراكضت الأيام يوما بعد يوم لتلحقها الشهور والسنين ..كل شيء مختلف هنا لاسيما مكاني الجديد الذي …يسمى منزلي
علمت حينها أنني الضحيه الوحيده من ضحايا هذان الشخصان المدعيان بأمي وأبي فكل يوم أتذوق قسوتهما والمفترض منهما أن يكونا من ارحم وأعطف الناس علي
كتب علي أن أعيش حياتي وسط أولئك الناس..لاأنسى أيديهم القاسيه التي تلطمني كل يوم ولا أغفل عن نسيان ركل أقدامهم المتجمده لي..هذا لايضاهي شيء لكلماتهم القاسيه التي تغرس كل يوم طابعا سيئا في نفسي ,كنت أستيقظ صباحا بعصا ثقيله تكسر على جسدي ,وأنام ليلا بعد أن يفرغوا طاقتهم في ضربي ..بل حتى طعامي وشرابي لم أكن أتذوقهما إلا بعد أن يمتزجا بدموعي ..وأما دموعي ففضلها علي كبير جدا فهي الوحيده التي تقف معي في أوقات ضربي وأحزاني ..فهم يضربونني للحد الذي لم يبقى فيه أثر أزرق وأحمر في جسدي لماذا يفعلون بي كل هذا لماذا ؟؟لماذا يعاملونني كشخص غريب ؟؟أم لأنني كمثل مايقولون (فتاه الملجأ ..تبنوني لأنهم لايستطيعون إنجاب الأطفال ..إنهم لايستأهلون أن يكونوا والدين لي فهم لايكنون لي أيه مشاعر رغم صغر سني وطفولتي...
بقيت على هذه الحاله حتى بلغت السادسة عشر من عمري وأنا.. كم أخجل من قول هذه الكلمه..وأنا ..أتجرع مرارة الوحدة والقسوة بين جدران بيت لم يشهد الفرحه من قبل ..آه …كم أنا محتاجه لحبهما وعطفهما وحنانهما كم أنا متعطشه للدردشة معهما إنني في أمس حاجاتي لدفئ حظنهما ..طال انتظاري وأنا أحلم باقترابي منهما ولكن لم يتحقق شيء مما كنت أتمناه ..إلى متى سأبقى مفتقره لحبهما فما أكثر القلب عاطفه من قلب الوالدين ؟؟ وأين ذاك القلب الذي يتدفق حنانا غيرقلبهما..ماجريمتي لأعامل هكذا؟؟؟ ألا يعلمون أن أكثر مايشبع روح الأبناء هو أحاديث الآباء لهم إنه يروي نفوسهم ويسقي عطشهم ويملأ قلوبهم بالثقة والأمل...
كم أتمنى الموت على أن أعيش في هذه الصحراء الجافه إلى متى سأبقى صابره فوالدي يرغمني في كل لحظه بالزواج من ابن صديقه المنحرف ..ألا يحق لي أيضا أن أبدي رأيي إنها حياتي ..لماذا يرغمونني بالزواج من شخص لن أستطيع التكيف معه؟؟؟
لم يدوم صبري كثيرا فبدأت الكارثه من تلك الليله عندما انتهيت من تحضير العشاء لوالدي وصديقه حملت الطعام لهما وقبل أن أطرق الباب سمعتهما يتحدثان ويقولان :
- ماذا فعلت ياعماد بشأن موضوع ابنتك هل وافقت على الزواج بابني يوسف أم ماذا؟؟؟
- لا لم توافق بعد إنها مصرة على رأيها ويبدو أنها لن توافق...
تسارعت نبضات قلبي لأسمع صراخ صديق والدي يقول:
- وإلى متى سيبقى ابني منتظراً موافقة ابنتك؟؟؟
- لاتقلق سأحاول اقناعها بأقرب فرصه ممكنه.
- حسناً سأنتظر وإن لم توافق أخبرها بالسر الذي أخفيتموه عنها ..أخبرها أنها لاتنتسب لهذه العائله وأنكما لستما والداها الحقيقيان...
لم أستطع تحمل الصدمه..هل حقاً أنا..لقيطه...
أسقطت مابيدي ..وذهبت لغرفتي دفنت وجهي في الوساده وأخذت أذرف دموعي كالسيل العميق ..حاولت تكذيب ماسمعت ولكن لاجدوى بالتأكيد هذه حقيقتي ...
أفقدتني الصمه مشاعري لم أعد أشعر بأي شيء سوى بدموع ساخنه تنزلق علو وجنتي ..إلى متى سأبقى أسيره للذل هكذا؟؟ إلى متى؟؟؟
وبعد دقائق رأيت مقبض الباب يتحرك ..قلقت.. نهضت من سريري وذهبت لأختبأ في احدى زوايا غرفتي.. لا إنه والدي مالذي يريده مني هذه المره؟؟ أخذ يمسكني من ذراعي ويصرخ ويقول :
- تذوقي طعم الضرب الآن..
خرج من غرفتي بعد أن خلف تشوهات في جسمي ..وقد أرغمني بالزواج من ابن صديقه...
وبعد أيام أعلنت في منزلنا تباشير السعاده بزواجي من يوسف من يعلم ربما سأجد في هذا الشخص مافتقدته من والداي ..وربما ستشرق شمس الفرح والأمل السعاده لحياتي من جديد...
ولم تمضي سوى أيامٍ قليله حتى انتقلت لمنزل لا أعرف عنه أي شيء ..
آآه..ماهذه الحياه الصعبة إنها طافحه بالمرارة والحرمان ,
مليئه بالمنعطفات الحاده ...
ماهذا المنزل إنه كبير للغايه, والخدم الذي به كثيرون ,كم أنا وحيدةٌ هنا ..أين أنت يازوجي إني لاأراك إلا قليلا وعندما تكون معي ترمي علي شتائمك ,وتضربني كما كانا يفعلان بي والداي..
أنت إنسان عديم الرحمه ,تملك قلباً بلا مشاعرأو أحاسيس..
إلى متى سأبقى أعيش هكذا؟ إنه عالم يتعذر علي التكيف معه ,وأنا ..أنا لاأملك شيء سوى نفسي المحطمه يحركني الآخرون بأصابعهم ..من سيمتص حناني؟ من يمتص حزني؟؟ ألا يكفي أنني عشت في مأتم الطفوله المعذبه والحرمان واليتم من نبع الحنان ..
هاهو يوسف وكمثل كل مره يتقدم نحوي..يمسكني من ذراعي ..يدوسُ على أعماقي من غير رأفةٍ أو رحمة تنفستُ الصعداء ..أراهُ يغلي غيظاً ..ولماذا؟؟؟
يضربني لأنه خسر صفقته التجاريه لقد إعتاد على أن يرمي خطاياهُ علي ..أنسحبتُ من ذراعه ..لأقول له:
- مالذي دهاك يايوسف؟ لماذا تضربني بكل هذه القسوه؟؟
يُجيبني بسخريه:
- ألا تعلمين لماذا ؟؟ألا تعلمين أنك من (دارالأيتام) تقبلي حقيقتكِ المُره..ورمى علي بعض الأوراق...
غادر يوسف منزله تاركاً وراءهُ إنسانه صدمتها حقيقتها وماضيها وتاريخها المؤلم..
مشيتُ بتثاقل إتجاه الأوراق المرميه ,سرعت بقرائتها ماهذا العنوان؟ وهذه الرموز؟؟أيعقل أن يكونا ل....
سقطتُ على الأرضِ والهموم تطزقني بكلتا يديها,لم أستطع إلا أن أذرف دموعي غزيرةً ساخنه...
وبعد ساعات قررتُ الخروج للبحث عن صاحب هذا العنوان ..لابُد من أن أتأكد من شكوكي ومخاوفي..لاأريد أن أعيش وعلى عيناي نظاره سوداء تحجب عني رؤية الواقع ..كم تصديق الواقع أمر صعب ..
لم أستطع الوقوف يراودني شعور لم أشعر به من قبل ,
صداع شديد, وتقيوآت هنا وهناك...
حولتُ الوقوف لم تبقى سوى ثلاث ساعات على وصول تلك الجثه المتحركه للمنزل ..خرجتُ من المنزل مسرعه, استوقفتُ حافله بالطريق وأمرتها بالذهاب لموقع صاحب هذا العنوان لعلي سأجد ماأبحث عنه فيه..
اجتاحتني رغبه قويه في معرفة والداي الحقيقيان, ولماذا تخليا عني ؟ وأين..؟؟ في الشارع؟؟ في المسجد؟على حافات البيوت؟؟ في مكان كانت هذه الأفكار تطاردني تُرى أين والداي الأن؟؟؟
تركت خيالي يرسم صوره لأمي,كُنت أحدق في وجه كل إمرأه تصادفني لعلي أجد الشبه للصورة التي رسمها الخيال لأمي...
ولم تمضي سوى دقائق حتى وصلنا للمنزل المذكور نزلت من السياره,واتجهت مسرعه نحوه وأخذت أطرق الباب ببطء,وبعد ثوانٍ خرجت لي إمرأه شاحبة الوجه, مقطبة الحاجبين, مجعدة الشعر, ذات ملابس رثه..تساءلت بداخلي هل هذه فعلاً أمي؟ لما لايبدو عليها أنها تعرفني ؟؟
رأيت لما يوجد خلفها, ماأجملهم إنهم أطفال صغار ..وقاطعتني من غفلتي قائله:
- هل أستطيع مساعدتك؟؟
أجبتها ودموعي محتجزه في عيناي:
- هل يمكنني التحدث معكِ قليلاً؟؟
أومأت لي بالإيجاب وَتدنت لي حتى أدخل,جلستُ أمامها لم أستطع التحدث اكتفيتُ بالنظر إليها.. حتى قالت:
- مالذي تريدينه؟ لما أنتي صامتةٌ هكذا؟؟
وقبل أن أجيبها تقدمت نحوي فتاه صغيره,تحدق إلي حاولتُ أن أسحبها من ذراعيها لكنها رفضت, وبحركه سريعه قامت باختطاف حقيبتي وذهبت بها بعيداً,فلحق بها بقية الأطفال..وفجأه نهضت السيده من امامي وقالت
- آسفه ..آسفه ...سأذهب لإحضار حقيبتك"استوقفتها لأقول
لاعليكِ اتركيها معهم لايوجد بها شيئاً مهم,وأخيراً استجمعت قواي لأسئلها بلا قصد أو شعور"هل أنا ابنتك"؟؟
كانت ردة فعلها على عكس توقعاتي فنهضت وأخذت تصرقائله:
- مالذي تقولينه أنا امرأه أرمله ولم أنجب أطفال في حياتي
قفزتُ من مكاني قائله:
- أطفال من اذاً هؤلاء؟؟
أجابتني والغيظ بادٍ على وجهها:
- هؤلاء الأطفال أيتام وهم يسكنون لدي حتى يأتي من يتبنى أحداً منهم..
انهدرت دموعي الواحده تلو الأخرى ..أين سأرى أمي ؟؟
خرجت من المنزل والمطر يتساقط علي ...
إلى من ألجأ الآن؟ أنظار الناس تلاحقني في كل مكان ..
نظرت إلى الساعه ..لا..أصبح الوقت متأخرا علي الذهاب للمنزل , استوقفت حافله وركبتها , أخذت أبكي بشده حاولت أن أمنع نفسي من البكاء لئلا يلاحظني السائق لاأستطيع التوقف فدموعي تنزلق بلا شعور مني ..وأخيراً وصلت إلى المنزل استوقفني صاحب الحافله لأدفع له الأجر,لا أين حقيبتي ؟؟ نعم..لقد تذكرت إنها بحوزة تلك الطفله , قلت للسائق:
- عذراً لقد نسيت حقيبتي بذاك المنزل انتظر قليلاً سأذهب لإحضار المال .
لزم الصمت ونظر إلي بنظرات مفترسه , حاولت الخروج من السياره ,ولكنه أغلقها وأخذ يمضي بعيداً..
صرخت لأقول له:
- أوقف السياره سأذهب لأحضر لك المال ,أين ستذهب بي؟؟ توقعاتي بمكانها ..رفض وبشده..ماذا أفعل الأن؟؟
ربي ساعدني ..لاتتركني...
أخذ يتحرك بنا حتى وصلنا لتلك الغابة المظلمه , أمرني بالنزول ..بكيت بشده بدون فائده إنه مصر على رأيه...ان
نزلت من السياره وقدماي ترتجفان , أستطعت أن أفلت منه أخذت أركض بسرعه ولا أعرف أين سأذهب..وجدت نفسي بوسط غابةٍ مظلمه ..لم أستطيه الجري أكثر فقدماي عاجزتان عن حملي , إنني خائفه جداً ماذا أفعل؟؟لاأعرف أحد هنا...بدأت أبحث عن شيء يقيني , توقفت عند شجره كبيره , تسارعت أنفاسي..وفجأه أخذت أتقيأ أشعر بأن كياني يرتجف بشده وأن قشعريره عنيفه تسري في كل ذره من جسدي , تمنيت حينها أن تنشق اللأرض وتبلعني , وبلا شعور أٌغمي علي...
فتحت عيناي صباحاً بيد تمسح على رأسي , هلعت, من هذه المرأه الكبيره في السن؟؟
قالت لي:
- مابكِ يابنتي نائمةٌ هنا؟ولماذا يبدو عليك الحزن ؟؟هيا تعالي إلى منزلي حتى تصبحين بحال أفضل...
نهضت وبدأت أسير معها فليس لي حل آخر سوى هذه المرأه , وبينما كنا نسير أخذت أتقيأ مرةٌ أخرى حتى وصلنا لكوخها القديم , البعيد عن الأنظار, وضعتني على فراشها وجلبت لي كوباً من الماء وأحضرت لي الطعام ..
أخذت أدردش معها قليلاً حتى اتضح لي أنها امرأه أرمله زوجها متوفٍ من فتره طويله وهي تقيم لوحدها بهذا الكوخ
سألتها:
- يبدو بأنك سعيدةٌ هنا؟؟
أجابتني:
- نعم فالمنزل هم مملكة الإنسان الهادئه . إنه يعيش فيه بحريه وهو واحه طيبه وسط صحراء الحياه , ولكن الوحدة ستقتلتي فالوحدة شعور مرير لايعرفه إلا من عان منه مراراً وتكرارا..
عاودتني الآلام مرة أخرى حتى قررت بي هذه السيده الطيبه الذهاب بي إلى المستشفى...
لاأستطيع حصر الفضائل التي أعطتني إياها هذه السيده فبأي شيء أستطيع شكرها , لقد أبقتني بمنزلها حتى جاء يوم الغد , لم يهمني بهذه اللحظه أي شيء لايوسف أو غيره , ذهبنا معاً إلى المستشفى وطلبوا من اجراء بعض التحاليل التي لاأعرف سببها ولم تمضي سوى دقائق حتى جاءت الطبيبه لتقول:
- من منكما اسمها هبه؟
سارعتها بالاجابه , نعم هذه أنا هل يوجد شيء ؟؟
ابتسمت لي لتقول:
- مبروك أنتي حامل؟؟؟...
تقاطرت الدموع من عيناي ..هل انا فعلاً حامل ؟؟ كيف سأضع مولوداً في مثل هذه الضروف ؟؟؟
حاولت تلك السيده تهدئتي واقناعي بأن هذا هو أمر الله ويجب قبوله وعدم الاعتراض عليه بل يجب حمده وشكره
وقالت أيضاً:
- لابد لكِ الآن أن تعودي لمنزلك فبالتأكيد زوجك بانتظارك ..
هل أعود لذاك المنزل ؟لا..لاأريد أود أن أبقى هنا.. معها بقربها..لكنها رفضت وقالت :
- ليس حلاً للمشاكل أن تهربي هنا اذهبي لمنزلك وعندما سيعلم زوجك بحملك بالتأكيد سيتغير, ولا تقلقي سأكون معكِ وسأزورك مابين فترةٍ وأخرى...
خرجت من منزلها بعد أن أمطرتني بقبلاتها ولمتني بحظنها..آآآه...ماأجمل حنان الأم...
عدتُ لذاك المنزل لأجده واقفاً أمامي يمد يده التي اعتاد أن يضربني بها..قلت له:
- أنا حامل كنت بالمستشفى ..
- حامل؟ تهربين من منزلي لتعودي وأنتي حامل ؟؟ لاأريد أن أراك مرةً أخرى هنا غادري...
صعقتني كلماته بل أصابتني بالدمار مالذي يقوله؟؟؟
تسابقت الأيام وتراكضت الشهور لم يغادرني الألم فيها لحظه واحده , لم أكن أفكر إلا في طفلي القادم..وفجأه شعرتُ بألم شديد في بطني تراكض الخدم نحوي, ونقلوني للمستشفى..
الحمد لله لقد كان مانتظرته طفله صغيره أسميتها"حياه"
سأرعاها ..سأحميها..سأحتفظ بها نالت ابنتي اعجاب ومديح الخدم ..
لماذا أشعر بكل هذا الألم الشديد؟؟نظرت إلى وجهي في المرآه كيف أصبحت هذا اللون بلا أن أشعر بذلك ؟ وشعري لم يعد كما اعتاد عليه أن يكون ..يتساقط بكثره.
أشعر بأنني عاجزه عن فعل أي شيء , أحس بالخمول مابالها طفلتي تصرخ؟؟أود الاقتراب منها ..لاأستطيع التقدم اليها ..مازالت الألام شديدة ..أصبحت مخيفه حتى من قبل ابنتي ..أبتسم من غير روح..لماذا تحولن هكذا؟؟؟
قررت أن ألتقط قلمي وورقتي لأكتب..لأكتب وصيتي
بدأت بوالداي ...
أمي ..أبي..إني أكرهكما للحد الذي لاأريد ان فيه وجهكما العابس , إنكما لاتستأهلان أن تكونا والدين لي لأن الأبوة كلمه مقدسه لاتليق بكما.. إنكما أسأتما إلى معنى الأبوه فأنتما عدوا العاطفه ..ماهذه الحياة الصعبه؟؟
لاأستطيع الإكمال إنه الألم من جديد ذهبت لألتقط ابنتي , خرجت من المنزل , أخذت أسير بالشارع باحثه عن منزل تلك السيده ..ذهبت إليها وطرقت الباب ..
ألقيت بنفسي عليها وبللتها بدموعي , انصرعت عندما رأتني فقال لي:
- مابكِ يابنتي ؟ خرجتي من منزلي وأنتي بأفضل حال والآن أراك هيكلٌ مخيف..لماذا أنتي شاحبة هكذا؟؟
تفجرت الموع من عيناي لأقول لها"أمي لن أستطيع العيش أكثر على نمط أرفضه كل شيء في الحياه يعذبني ماضري وحاضري ..كل شيء...أشعر بأنني جثه متحركه يحركني الآخرون بـأصابعهم لاأملك شيء سوى نفسي المحطمه , إلى متى ؟ سأبقى أتذوق من كؤوس الحرمان ومرارة العيش؟؟
لم أستطع أن أكمل أشعر وكأن أ نفاسي ستتقطع سأودع الحياه ..اختطفت ابنتي أمطرتها بقبلاتي ..سلحتها بدعواتي
لاأريد أن أتركها أريد أن أعيش بسببها فقط ..
أغمضت عيناي .. لأسمع صوت صراخ , فتحتها بتثاقل ابنتي تبكي ..كيف سأتركها هكذا؟؟
قالت لي أمي:
- اصمدي يابنتي سننقلك للمستشفى سريعاً ..
لم تبقى لي طاقه لأصبر أكثر من هذا الصبر..تحسست أصابع طفلتي..ألصقتها بقربي ...
والآن..وداعاً ياحبيبتي ..وداعاً ياقرة عيني وثمرة فؤادي لاأعلم أين سألتقي بكِ.. بل أين سأراكِ وكل الذي أعلمه
أنني سأفارق الحياه..الموت أراه أمامي ..يعانقني.. يصافحني ...سأتركك بين يدي أمي ...
فإلى اللقااااااااااااااااااااااء...
تحياتي العطره..